Saturday, August 1, 2015

طرق التحنيط |


كان في ورشة التحنيط يعرض علي أهل المتوفي ثلاثة نماذج خشبية مطلية بالصباغ لتبدوا طبيعية وهي تشرح أنواع التحنيط الثلاثة ليختاروا من بينهم النوع المناسب لهم وهي تتراوح ما بين الغالية والمتوسطة والرخيصة وكان النوع الأول من التحنيط وهو أعلاهم تكلفة وسعرا كان يتكلف تالنت من الفضة في أواخر العصور الفرعونية .
 ثم يقوموا بتحديد هوية المتوفى حيث أن ورشة التحنيط كانت تستقبل المئات من الأجساد في خلال أيام قليلة لذلك يحرص أهالي المتوفى علي ربط الجسد بمعلومات مهمة مثل اسمه ولقبه ومحل إقامته وتاريخ وفاته وذلك ليقوم المحنطين بتحديد مدة التحنيط من تاريخ الوفاة وعلي الرغم من عدم توافر معلومات عن طرق تحديد الهوية في ورشة التحنيط إلا أن هناك بردية رقم (449) بالمتحف المصري هي عبارة عن المعلومات التي كان يرسلها أهل المتوفى ويتضح من نصها أن :-
-         بطاقة تحديد هوية المتوفى كانت تعلق حول رقبته .
-         يبدوا أن كان هناك كاتبا يقوم بتسجيل المعلومات التي أرسلت مع المتوفى في بطاقة تحديد الهوية .
-         عدم الاكتفاء بالمعلومات المدونة علي بطاقة تحديد الهوية بل كان يلحق الجسد بوصف .
-         تسجيل اسم المتوفى علي منطقة البطن .
وأما بالنسبة لطرق التحنيط فكانت الطريقة الأولي هي أجود أنواع التحنيط والتي تتبع طريقة تحنيط جثة الإله أوزيريس و كانت تستخدم في تحنيط الملوك والنبلاء وتتم بعدة خطوات وهي :-
1.     ينقل الجسد إلي معمل التحنيط وينزع عنه الملابس ويوضع علي لوح خشبي أو حجري .
2.  يتم استخراج المخ عن طريق الأنف في أغلب الأحيان مما يؤدي لتهشيم العظمة المصفاوية أو عن طريق ثقب بأسفل الجمجمة وفي كلتا الحالتين كان المخ يهتك بسبب ضخامة حجمه وضآلة فتحة خروجه والبعض الأخر يفضلون عقاقير في الرأس وبرغم صعوبة هذا الأجراء إلا انه له أهمية بالغة لأن المخ من أوائل الأنسجة التي تتعفن بعد الوفاة .
3.  تشق البطن باستخدام سكين أو مشرط غالبا ما كان يصنع من الحجر الأثيوبي وتستخرج الأحشاء الباطنية وغالبا ما كان يتم عمل هذا الشق في الناحية اليسري ولكنه وجد في أحيانا آخري بالناحية اليمني وفي مومياوات الأسرة الثامنة عشر وجد هذا الشق عموديا بادئا من أسفل من الشوكة الأمامية لعظمة الحرقفة وحتى الأضلاع بالأعلى وفي جميع الحالات كان يستخدم هذا الشق لإخراج الأمعاء ثم الكبد والطحال وفي بعض الحالات تركت الكليتان في مكانهما ثم يشق الحجاب الحاجز لاستخراج الرئتين أما القلب وأوعيته فيترك مكانه ولكن ابتداء من زمن الأسرة الرابعة فصل القلب عن الجسد ووضع مكانه قلب حجري وفي الأسرة الثانية عشر وضع مكانه قلب جعران منقوش عليه تعويذه ولكنهم في زمن الأسرة الحادية والعشرين عادوا لترك القلب مكانه مجددا .
4.     يغسل تجويفي البطن والصدر بنبيذ البلح والتوابل .
5.  تنظف الأحشاء وتوضع في نبيذ البلح والنطرون ثم تعالج بالمر والآنيسون والزيوت العطرية والراتينج المصهور وتلف في أربعة لفائف مستقلة وتوضع في صندوق صغير مقسم إلي أربعة أجزاء أو توضع داخل أربعة أواني كل علي حدا واختلفت أشكالهم هذه الأواني باختلاف العصور وفي عهد الأسرة الحادية والعشرين كانت تنظف الأحشاء وتلف بكتان ثم تعاد إلي مكانها الطبيعي بالجسد كما كانت في الحياة الدنيا وتوضع معهم أربعة تماثيل شمعية لأبناء حورس .
6.  يملئ الفراغ في البطن والصدر بمواد حشو مؤقتة من ثلاثة أنواع من اللفائف الأولي بها نطرون لاستخراج الماء من الجسد , والثانية من الكتان لامتصاص الماء المستخرج , والثالثة من كتان يحوي مواد عطرية لإكساب الجسد رائحة طيبة .
7.  يوضع الجسد داخل كوم من النطرون الجاف علي مائدة مائلة السطح ذات فتحة صغيرة تنتهي بخزان تتجمع فيه المياه الخارجة من الجسد .
8.  يؤثر التحنيط علي الجلد ويؤدي لسقوط الأظافر فثبتوها بخيط أو سلك رفيع حول كل ظفر وفي حالات الملوك لبست الأصابع ما الكستبان من الذهب أما الرأس فيحتفظ ببشرته وشعره .
9.  يستخرج الجسد بعد ذلك من النطرون بعد سبعين يوما ويغسل بالماء وقد يغسل بسائل آخر مثل نبيذ التمر ويجفف بالمُنشفات ولا يستبعد أن تكون حرارة الشمس أحدي وسائل التجفيف وربما تكون استخدمت الحرارة الصناعية  .
10.  يملئ تجويف الجمجمة بالراتينج أو الكتان المشبع بالراتينج ويملئ تجويف الصدر والبطن بالمواد العطرية والكتان أو الكتان المغمور في الراتينج والنشارة المشبعة بالراتينج أو بالتراب والنطرون وقد يضاف بصلة أو بصلتان .
11.  يغطي الجرح الذي استخرج منه الأحشاء بلوح معدني يثبت بصب الراتينج المصهور عليه أو شمع العسل وهناك بعض الحالات التي تم فيها تقطيب هذا الجرح بخيط من الكتان .
12.    يدهن الجسد بزيت القادروس ودهانات أخرى من المواد العطرية مثل مسحوق المر والقرفة لإكسابه رائحة عطرة .
13.    يملئ الفم بالكتان المغمور في الراتينج وكذلك الأنف والأذن .
14.  لا تستخرج العينان بل يضغط عليهما في تجويفهما ثم يملئ التجويفان بالكتان المغمور في الراتينج ويجذب عليهما الجفنان وفي بعض الأوقات استخدمت العيون الصناعية وملئت العضلات بالراتينج والكتان المشبع بالراتينج وفي أحيان أخرى استعمل القطران بمفرده أو ممزوجا مع الراتينج .
15.    يعالج الجسد كله بالراتينج المصهور لإكسابه الصلابة ولسد المسام لمنع دخول الرطوبة للجسد .
16.    يغطي الجسد بالألوان فوق طبقة الراتينج  .
17.  وفي مرحلة لاحقة في عصر الدولة الحديثة تم إدخال الرمال تحت الجلد عن طريق فتحات في مختلف أنحاء الجسم وتم وضع هذه الرمال بين الجلد ونسيج العضلات لتبدو الأطراف ممتلئة ولا يظهر علي الجلد أي ترهل .
18.    يزين جسد المتوفى بقطع بحلي مختلفة من خواتم وأقراط وعقود وأساور وصدريات وتمائم مختلفة .
19.  يغلف كل جزء من الجسم علي حدة بلفائف الكتان ثم يلف الجسد كتلة واحدة باللفائف الكتان بإتقان بحيث تكون الذراعان موازيتان للجسم أو موضوعتان أمام الصدر وكان لكل لفه اسم ولكل لفه تعويذه تتلي أثناء لف الجسم بها و كانت اللفائف تلصق بعضها ببعض و بالجسد بواسطة الصمغ أو الراتينج .

أما الطريقة الثانية جاء وصفها في لفائف أبيس فهي أقل من الطريقة الأولي قيمة وأتقانا وكانت للطبقة المتوسطة و تتم كالآتي :-
1.         يقذف زيت الأرز والمواد المذيبة أو مواد محلية بديلة مثل زيت الخروع في البطن عن طريق فتحة الشرج ثم تخاط .
2.         يضعون الجسد في النطرون لمدة سبعين يوما .
3.    يستخرج الجسد من النطرون ثم تفتح الخياطة فيندفع السائل خارجا من الجسد حاملا معه الأحشاء شبة مذابة و الفضلات ولا يتبقي من الجسد سوي هيكلها العظمي المكسو بالجلد .
4.         يدهن بالدهون والمواد العطرية .
5.         يلف بلفائف الكتان .

الطريقة الثالثة وكانت تستخدم لتحنيط الفقراء وخطواتها :-
1.    لا تستخرج أحشاء المتوفى ولا مخه .
2.         تغسل البطن بزيت الفجل .
3.         يوضع الجسد في النطرون لمدة سبعين يوما .
4.         يستخرج الجسد من النطرون .
5.         يدهن بالدهون والمواد العطرية .
6.          يلف بلفائف الكتان وبهذا تكون انتهت عملية التحنيط .
وجرت العادة أن عند وفاة زوجات أصحاب المقامات أو السيدات الجميلات ذوات الحظوة لا يتم تحنيطهم فور الوفاة حيث تبقي المتوفاة ثلاث أو أربعة أيام قبل التحنيط لكي لا يقوم أحد بتدنيس المرأة وهي متوفاة .

No comments:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 Arch.info
تصميم : يعقوب رضا