Saturday, August 1, 2015

تكوين الانسان في المعتقدات المصرية القديمة |




اعتقد المصريين القدماء أن الإنسان إنما يتكون من ثالوث لاهوتي ويشير الثالوث بصورة عامة إلي ثلاثة عناصر أساسية هي الروح والجسد والنفس ويختلف شكل كل عنصر من هذه العناصر باختلاف مراحل حياته وهي  :- 
1.        ثالوث يأتي بعد الولادة مباشرة :-

-    آب وهو قلبا لاهوتيا معنويا حيث انه مصدر الأفكار الخيرة و الشريرة ويعكس ضمير الروح وكان يعتقد أن تلاوة دعاء القلب يمنح المتوفى قلب جديدا ويمنحه القوة علي السيطرة علي قلبه.
-   حاتي وهو القلب الحقيقي الذي يقع مكانه في الصدر .
-    رن وهو الاسم الشخصي للإنسان وقد يكون نوعين الاسم العلني والاسم السري ويحمل الاسم السري صفة مقدسة حيث انه إذا حذف أو اتلف من القبر يسبب أذي كبير للميت في العالم الأخر.

2.         ثالوث يغذي حياة الإنسان :-
- سخم وهو الشرارة الحية داخل جسم الإنسان والتي تقوم خلال حياة بإطلاق قوة الحياة وشهواتها داخل جسده .
- إماخو "خت" وهو الجسد البشري الذي يتهيأ للموت وتعمل الماعت علي تهيئه هذا الجسد المكتمل الأعضاء والذي ساوته العدالة الاجتماعية والفردية وأعطته شكله النهائي وبعد الموت يتحول إلي مومياء بعد تحنيطه ثم يتحول بعد هذا إلي سعحو .
- شاي أو شايت وهو القدر الأنثى والذكر وكانا علي شكل إلهين ويولدوا في نفس اللحظة التي يولد بها الإنسان وينمو معه حتى الموت وقرارات الشاي لا مفر منها وبعد الموت يظهر الشاي علي شكل إله دون مميزات خاصة ويحضر محاكمة الآلهة ليقدم حسابا دقيقا أمام المحلفين الجهنميين عن حسنات المتوفى وسيئاته أو لغرض أن يهيئه لظروف الحياة الجديدة.

3.         ثالوث كان موجودا في الإنسان قبل الموت ويبقي بعد الموت مباشرة :-

-    الروح الأبدية "النفس" (b3) والتي وهي كانت تترك الجسد عند الموت وقد تخيلها المصري القديم بأشكال مختلفة فهي أحيانا طائر له وجه يشبه وجه المتوفى ومن المحتمل أن تكون بين طيور الأشجار التي غرسها المتوفى بنفسه أو قد تكون في هيئة زهرة اللوتس أو في هيئة ثعبان يندفع من حجره أو تمساح يزحف من الماء إلي الأرض وظن أنها تلحق موكب الشمس في رحلتي الليل والنهار وأنها تزور الجسد في رحلة النهار فهي كانت تمثل الروح الشمسية للمتوفى .
-    السا وهي تعني الشخصية الوقورة للمتوفى "الجسد المحنط" وكان جسد المتوفى المحنط أو غير المحنط يسمي سا وقد يشير هذا الاسم للكبد أو يشير إلي أحد ولدي رع وكذلك كانت تسمي " سعحو" وهو كذلك الجسد الروحاني الصاعد إلي السماء والذي لا يقبل الفساد حيث يخرج من المقبرة ويشق دربه للسماء ويقيم مع الآلهة .
-         خاييت " الظل " ويظل ملازما للإنسان حتى بعد بعثة داخل السماء ويسمي أيضا "شرت" .

4.         الثالوث الأبدي :-

-         خت وهو الجسد المادي الملموس الذي يبقي علي الأرض بينما الروح (آخ) تصعد للسماء .
-         آخ وهي الروح النورانية الشفافة التي تأخذ شكل الجسد وتذهب للسماء وتبقي فيها للأبد مع الإله أوزيريس .
-    الكا "القرين" وكان يعبر عن الكا عند قدماء المصريين بيدين أدميتن مرفوعتان لأعلي لأنه قيل في الأساطير إن الإله رع عندما بدأ خلق الإلهين الأولين شو وتفنوت وضع ذراعيه خلفهما فمسهما الكا الذي فيه فسرت فيهما الحياة , والكا تبقي بجوار جسد المتوفى في قبره وتقدم لها القرابين وتستمتع بالمأكل والمشرب وبرائحة البخور وتحتاج إلي تماثيل "الأوشابتي" أو"الشاوبتي" وهي كلمة مصرية قديمة تعني المجاوب وهي كانت عبارة عن تماثيل صغيرة تصنع من (الحجر - القاشاني - الخشب - البرونز - الطين المحروق) وكانت تمثل مومياوات ملفوفة في أكفانها ممسكة في يد فأسا وفي الأخرى قدوما وحبلا ينتهي بمقطف مجدول من القش محمول علي الظهر وكان البعض منها يحمل الرموز المقدسة ووصل عدد تماثيل الأوشابتي التي توضع مع المتوفى في العصر المتأخر إلي 700 تمثال كانت توضع في مجموعة من الصناديق الخشبية بجوار التابوت ولم تخلوا المقابر منها سواء كانت مقابر ملكية أو مقابر لأفراد الشعب وكان الغرض منها أن تقوم بالعمل نيابة عن المتوفى , وكانت الكا بمثابة الحارس للمتوفى وكانوا يعتقدوا أن ما دامت معه فهو حي يرزق وتصور المصريون القدماء الكا علي هيئة الشخص نفسه وهي ترفع ذراعيها إلي أعلي وكانت الكا تتنقل بين حجرة الدفن و التمثال الجنائزي للمتوفى الموجود في القبر وحجرة القرابين عبر الأبواب الوهمية لذلك أطلق علي القبر منزل الكا .

No comments:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 Arch.info
تصميم : يعقوب رضا