كانت القبور في العصر العتيق عبارة عن حفرة كبيرة
مستطيلة لا يزيد عمقها عن أربعة أمتار نقرت في الصخر و قسمت لمجموعة من الحجرات
بنيت من الطوب اللبن وسقفت بالخشب و أحيانا كانت جدرانها تبطن بالخشب أيضا , خصصت
الحجرة الوسطي و الأكبر حجما للدفن أما بقية الحجرات فوضع بها الأثاث الجنائزي ,
ثم ملأت الحفرة بالرديم و أقيم فوقها مبني مستطيل من الطوب اللبن كان يضم بداخله
مجموعة من الحجرات خصصت أيضا للأثاث الجنائزي , و رأي امري أن ارتفاع هذا المبني
الخارجي لا يقل عن 7أمتار و قد شيد بحيث تميل الأضلاع الأربعة الخارجية للداخل
كلما اتجهت لأعلي و قد شكلت الجوانب الخارجية له علي هيئة دخلات و خرجات و طليت
بألوان زاهية في زخارف تمثل الحصير الذي كان علي الأسطح الخارجية للمنازل لأن
القبر كان بيت المتوفى في الحياة الأخرى .
مقابر
العصر العتيق :-
أسفرت الاكتشافات التي تمت في أبيدوس عن وجود عدد من
الآثار الهامة التي تحمل أسماء ملوك الأسرة الأولي و الثانية فتم الاعتقاد أنها
مقابر التي تم دفن هؤلاء الملوك بها و ذلك لكون انه من عادة المصريين أن يدفنوا
بالقرب من أماكن إقامتهم و تلك المقابر لم يتبقي لها شواهد تؤكد شكل البناء العلوي
للمقبرة مما دفع بعض العلماء مثل العالم الألماني "دراير" للاقتراح أن
الأجزاء العلوية لمقابر أبيدوس كانت تل و ليس مصطبة , إلا أن الحفائر التي قام بها
كلا من امري و فيرث في المنطقة الشمالية من سقارة كشفت عن وجود عدد من مقابر
الأسرة الأولي و الأبنية العلوية بها مبنية من الطوب اللبن و لكنها عثر عليها غير
كاملة , و لكن لكون كلا المقابر بأبيدوس و سقارة قد نهبت و لم يعثر في أي منهم علي
أجساد الملوك المتوفيين ,
أدي هذا لإثارة جدلا طويلا حول مكان دفن الملوك هل في مقابر أبيدوس أم في مقابر
سقارة ؟! و هناك العديد من الآراء تكونت حول هذا الجدال
:-
-
رأي "أمري"
أن مقابر سقارة هي المقابر الحقيقية و أرجع هذا الرأي لكبر حجمها و فخامتها عن
مثيلاتها في أبيدوس و رأي أن مقابر أبيدوس لم تكن سوي أضرحة لتخليد ذكري الملك المتوفي.
-
رأي "ﭭركوتيه"
انه بما أن الملك كان ملك علي الوجهين فمن المحتمل أن يكون له قبر في الوجه البحري
و آخر في الوجه القبلي و أن الأعداد الكبيرة من اللوحات التي عثر عليها في أبيدوس
و التي وجد علي بعضها أسماء ملوك الأسرتين الأولي والثانية قد يدل علي أن المقابر
الملكية الفعلية كانت في أبيدوس .
-
رأي يرجح أن
مقابر سقارة كانت لكبار الموظفين للملوك حيث تم إعادة دراسة مقبرة ميركا المكتشفة
بسقارة و التي كانت تنسب للملك دن من ملوك الأسرة الأولي و عثر بها علي لوحة
لميركا و كذلك آثار صغيرة آخري و ميركا كان موظف كبير من نفس عهد الملك دن .
-
أسماء الملوك
في سقارة وجدت علي طابعات أختام صغيرة الحجم و لكن في أبيدوس وجدت علي آثار أكبر
حجم من سقارة مما يرجح أن مقابر أبيدوس هي المقابر الحقيقية .
-
وجد عدد كبير
من مقابر الأتباع إلي جوار مقابر الملوك بأبيدوس و أكثر عدد لمقابر الأتباع وجد حول مقبرة الملك ﭽر حيث يصل عددها 318 مقبرة
و وجد في 97 مقبرة من تلك المقابر لوحات بأسماء أصحابها حيث وجد أن 76 من هذه
الأسماء لسيدات و11 اسم فقط لرجال و 2 لقزمين و
باقي الأسماء غير واضحة و أن كن هؤلاء النساء من الحريم الملكي فهذه نقطة تشير إلي
أن المقابر الرئيسية للملوك كانت بأبيدوس .
No comments:
اضافة تعليق